محمد الرضوان
| موضوع: والله مشتــــــــــــــــــــــــآآآآآآق لقريتــــــي الجمعة ديسمبر 24, 2010 4:03 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قريتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في ذلك الزمن البعيد القريب كالطفولة الساكنة في الذ اكرة المتلألأة في سماء الروح كحالة عشق نادرة ، كانت قريتنا متناثرة في حنايا الروابي وغافية ثم مستيقظة على السهول ، مطلة على وجه الشمس والنهار ، مفتوحة على الافق ، بيوت مطلية بالحوار قائمة على حواف بساتين الزيتون أو مغروسة وسط خليط متنوع من أرتال أشجار التين والخوخ والزيتون والعنب ملكيات متوارثة عن الأباء والأجداد ، تفصل بينها صفوف من الحجارة ( السناسل ) أو متعارف على الحدود بنية طيبة بين الاهالي .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا يفصل البيوت عن بعضها إلا أزقة ضيقة مرصوفة بحجارة قديمة مليئة بالأنس والد فء ، ومشرعة للجميع في حالة من التواصل اليومي . إن غيابي عنها هذه السنوات العديدة كشف لي سمة جديدة من سماتها الثمينة : بيوت بلدتنا كبيوت الله مباحة وآمنة بآن معا . لقد عذبتني المدينة في صباي الباكر وسلبتني هدوء بلدتنا وألفة الأشياء في كل مكان منها ، حرمتني من مساحة اللعب وطفولة السهول والروابي ، وأخرجتني من بساتين الزيتون والتين والكرمة ، وتغريد الطيور فيها ، ورائحة الزهور المختلطة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حاصرني عوز وأحلام الفقراء التي تنتهي عند الرغيف الساخن ، وارعبني جشع أغنيائها التي لم تقف عند الثراء ، بل التي لا تنتهي ابدا . علمتني المدينة أن أ صارع و أقاتل من أجل البقاء ، وعلمتني أن الوحدة هي موت بطئ ، رغم أني أ شعر بوحدتي أني مدينة بأكملها . كنت أختفي عن الأنظار في زوايا الدار وحناياها بين شجيرات الرمان والليمون والورد الجوري ، أشتم رائحة الزهور منتظرا عودة أمي من الأرض التي ارتوت من راحتي يديها ، فنبت فيها القمح والعدس والحمص والخضار وتجاور ت الزهور مع الثوم والبصل . أغمض عيني وأطير إلى الافق حالما برجوع أبي من معمل حلج الأقطان ، بحقيبة مليئة بالتفاح و البرتقال وبعض الحلويات ، حاملا الدفء إلى البيت من جديد .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كنت ألهو بالأمل لأنه يلطف النفس كنسمة الأصيل . في بعض السنين و في احدى البلدان كان يعمل ابي دون عنوان ، وببعده كنت تائها بدروبي و أيامي وغزلي مع بنت الجيران ، حالما بلمسة أو قبلة ،أ وسماع صوتها الطري في ذلك الزمان لربما ارتوي من عطش هذا الحرمان الذي تحول فيما بعد من شوك إلى ورد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هذا كلام لواحد مغترب عايف الدنيا وما فيها من شوق للقريه تبعو والله مشتــــــــــــــــــــــــآآآآآآق لقريتــــــــــــــــــي | |
|